الأحد، 23 ديسمبر 2012

أبو إسحاق الألبيري لو كنت في ديني من الابطال

 لو كنت في ديني من الابطال



لو كنت في ديني من الابطال ما كنت بالواني ولا البطال
ولبست منه لأمة فضاضة مسرودة من صالح العمال
لكنني عطلتأقواس التقى من نبلها فرمت بغير نبال
ورمى العدو بسهمه فأصابني إذا لم احصن جنة لنضال
فأنا كمن يلقى الكتبية اعزلا في مأزق متعرضا لنزال
لولا رجاء العفو كنت كناقع برح الغليل برشف لمع الآل
شاب القذال فآن لي أن أرعوي لو كنت متعظا بشيب قذال
ولو انني مستبصرا إذ حل بي لعلمت أنم حلولة ترحالي
فنظرت في زاد لدار إقامتي وسألت ربي أن يحل عقالي
فلكم هممت بتوبة فمنعتها إذ لم أكن أهلا لها وبدالي
ويعز ذاك علي إلا أنني متقلب في قبضة المتعالي
ووصلت دنيا سوف تقطع شأفتي بأفول انجمها وخسف هلالي
شغلت مفتن أهلها بفتونها ومن المحال تشاغل بمحال
لا شيء أخسر صفقة من عالم لعبت به الدنيا مع الجهال
فغدا يفرق دينه أيدي سبا ويزيله حرصا لجمع المال
لا خير في كسب الحرام وقلما يرجى الخلاص لكاسب لحلال
ما إن سمعت بعائل تكوى غدا بالنار جبهته على الإقلال
وإذا اردت صحيح من يكوى بها فاقرأعقيبة سورة الأنفال
ما يثقل الميزان إلا بامرىء قد خف كاهله من الأثقال
فخد الكفاف ولا تكن ذا فضلة فالفضل تسأل عنه أي سؤال
فهم وأنت وفقرنا وغناهم لا يستقر ولا يدوم بحال
وطف البلاد لكي ترى آثار من قد كان يملكها من الأقيال
عصفت بهم ريح الردى فذرتهم ذرو الرياح الهوج حقف رمال
وتزلزلت بهم المنابر بعد ما ثبتت وكانوا فوقها كجبال
واحبس قلوصك ساعة بطلولهم واحذر عليك بها من الأغوال
فلكم بها من أرقم صل وكم قد كان فيها من مها وغزال
ولكم غدت منها وراحت حلبة للحرب يقدمها ابو الأشبال
فتقطعت أسبابهم وتمزقت ولقبل ما كانوا كنظم لآل
وإذا أتيت قبورهم فاسألهم عما لقوا فيها من الأهوال
فسيخبرونك إن فهمت بحالهم بعبارة كالوحي لا بمقال
من لا يراقب ربه ويخافه تبت يداه وما له من وال

 الشاعر : أبو إسحاق الألبيري ( شاعر من العصر الاندلسي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق