الأحد، 2 ديسمبر 2012

قصة أديب راحل "




قصة 
الاديب الراحل/نجيب محفوظ



وُلدَ الكاتب العالمي الكبير "نجيب محفوظ" بحيّ الجمالية ـأحد أحياء منطقة "الحسين"ـ بمدينة القاهرة في 11 ديسمبر 1911، وهذا يعني أنه عاصر مراحل التطور المهمة في تاريخ مصر السياسي والاجتماعي مثل: ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول باشا، والحركة الوفدية، ودستور 1923، ومعاهدة 1936، وموقف مصر في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأحداث 1942ـ1944، ثم حريق القاهرة في يناير 1952، وثورة يوليو منذ يومها الأول، وما حوته في طياتها من انكسارات وانتصارات، وما بعد ذلك، أي أن "نجيب محفوظ" معجون بتاريخ مصر، وأحداث الوطن وهمومه وأتراحه وأفراحه.

أماكن في "قلب محفوظ"

كان "نجيب محفوظ" قريباً من الناس، يودهم ويودونه، ويلتقي بهم في أماكن كثيرة لعل أشهرها: 
ـ مقهى "عرابي" في حيّ الجمالية، الذي ظل يتردد عليه حوالي 20 سنة.
ـ "كازينو الأوبرا" 
ـ "مقهى ريش" 
ـ "مقهى الفيشاوي" 
ـ "مقهى بترو" بالإسكندرية.

- اسمه بالكامل: "نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا"، واسم "نجيب محفوظ" اسم مركب، حيث أسماه والده بذلك تيمناً باسم الطبيب المصري الشهير "نجيب محفوظ" الذي أشرف على ولادته. ويمتد أصل عائلته إلى مدينة "رشيد" الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ـ حصل "نجيب محفوظ" على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1934 وتدرج بالوظائف الحكومية التي كان أهمها بالنسبة لاهتماماته الأدبية، عمله بمصلحة الرهنيات بوزارة الأوقاف، مما أتاح له مادة غزيرة من الأنماط والشخصيات والمشكلات والخبرات الحياتية النادرة، ووصل في النهاية إلى مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية عام 1959م.

ـ وقد عاشَ "نجيب محفوظ" في حيّ الجمالية قلب القاهرة القديمة، حيث تربى في أحضان الحياة الشعبية الحميمة، وتفاعل معها، وتأثر، وتشرب عادات وتقاليد أبناء البلد الأصلاء، واتخذ من كل ذلك معيناً لا ينفد لرواياته وقصصه القصيرة. 

ـ ومن "حيّ الجمالية" استوحى "نجيب محفوظ" العديد من رواياته الخالدة مثل "خان الخليلي" و"زقاق المدق"، وثلاثيته: "بين القصرين" و"قصر الشوك" و"السكرية".

ـ وانتقل "نجيب محفوظ" من بعد ذلك إلى "العباسية" مع أسرته، حيث المستوى الاقتصادي والاجتماعي، على النقيض من مجتمع الحارة الذي تربى فيه "نجيب محفوظ"، وكانت هذه فرصة جديدة لكي يدخل ضمن زمرة من المثقفين والأدباء أمثال "إحسان عبد القدوس" والدكتور "أدهم رجب". 

- من ضمن الذين أثروا في "نجيب محفوظ" بحق، وتركوا على فكره بصمات واضحة:

الأستاذ "سلامة موسى":

والذي استمد منه "نجيب محفوظ" ميله للتجريد، وتطلعه واهتمامه بالحضارة الحديثة، وحماسه منقطع النظير لمفهوم العدالة الاجتماعية.

الشيخ "مصطفى عبد الرازق": 

أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب، حيث استقى منه "نجيب محفوظ" أسس التفكير الفلسفي السليم، ومنطقة الأحداث والظروف والبحث عن علل الأشياء ومسبباتها، كما كان يشرف على رسالة ماجستير قدمها "نجيب محفوظ" لكلية الآداب تحت عنوان "التصوف في الفلسفة الإسلامية" تتضمن بعض المقالات الفلسفية التي كان "نجيب محفوظ" ينشرها منذ كان في المرحلة الثانوية، لكن حرفة الأدب سرعان ما سيطرت على كاتبنا، فهجر الماجستير وكتابة المقال وتفرغ للقصة والرواية.

محفوظ في خطر

مرتان في حياته، تعرض "محفوظ" لسوء فهم مبالغ فيه، كاد يودي بحياته:

المرة الأولى: 

عندما استوحى شخصية "كامل رؤبة لاظ"، بطل رواية "السراب" من أحد رفاق المقهى، وعرف الصديق نفسه في بطل الرواية، فما كان منه إلا أن ثار وغضب، وأحضر "مسدساً" بنية الانتقام من "محفوظ" وقتله، ولكن "محفوظ" أفلت منه، وكتب له عمر جديد.

المرة الثانية: 

كانت هذه المرة أقرب، وكادت تؤتي ثمارها الآثمة، عندما اعتدى على "محفوظ" أحد المتطرفين في 14 أكتوبر 94، وطعنه بسكين في رقبته، فأصابه بجرح غائر، ولكن الله أفاء عليه من نعمه، ومنحه الشفاء، لكن يده عجزت عن الكتابة، فتوقف عن الإبداع، وبدأ في تلقي جلسات العلاج الطبيعي، آملا في أن تعود إلى حالتها الطبيعية، حتى يستأنف نشاطه الإبداعي، وجهاده ضد التعصب والرجعية.
 

هناك 3 تعليقات: